أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أول تصريح له بعد الهجوم الأمريكي على منشآت إيران النووية، من إسطنبول أن طهران ستتخذ كل الإجراءات لحماية شعبها وأمنها، مندّدًا بالعدوان الأمريكي ووصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي واغتيال لفرصة الحلول الدبلوماسية.

أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في كلمة ألقاها من إسطنبول على هامش الدورة الـ51 لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على منشآت نووية داخل إيران، مؤكدًا أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه هذه "العدوانية العسكرية والخرق السافر للقوانين الدولية".

وقال عراقجي: "منشآتنا النووية السلمية تعرّضت لهجوم فجائي من القوات الأمريكية بالتنسيق مع الكيان الصهيوني. هذا انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي. إن الإدارة الأمريكية في واشنطن مسؤولة بالكامل عن هذه الاعتداءات، ودعمها الصريح للكيان الصهيوني هو دعم مباشر لحرب غير مشروعة".

وأضاف: "الصمت أمام هذا النوع من العدوان لن يؤدي إلا إلى فوضى غير مسبوقة. على مجلس الأمن الدولي أن يتحرك لإدانة هذا التصعيد الأمريكي غير المبرر".

وحول مسار المفاوضات، قال عراقجي: "لا معنى الآن لدعوة إيران للعودة إلى الدبلوماسية، فنحن كنا بالفعل على طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا. لكن واشنطن قصفت هذه الطاولة. الدبلوماسية لم تُفشل، بل تم تفجيرها".

وتابع: "قصف منشآت نووية لا يهدد إيران فقط بل يضرب أيضًا النظام الدولي بأكمله. لم تكن منشآتنا فقط هي المستهدفة، بل تم استهداف مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة أيضًا".

وفي رد على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بمزيد من الهجمات إن لم تستجب إيران، قال عراقجي: "هذا تهديد واضح. نحن لم نرتكب أي خطأ، والهجوم علينا غير مبرر. كيف يمكن تهديد دولة لا تملك سلاحًا نوويًا، بينما الدولة المهاجمة تملك عشرات الرؤوس النووية؟ أين هو المنطق؟"

وأكد أنه تحدث مع مسؤولين في طهران لتقييم الأضرار، وأضاف: "حتى لو لم تكن هناك خسائر مادية كبيرة، فالهجوم نفسه يكفي لإدانته قانونيًا وإنسانيًا".

كما أعلن عراقجي أنه سيتوجه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال: "روسيا صديق حقيقي لإيران، ونحن على تواصل دائم وسنتشاور معًا حول خطوات المرحلة المقبلة".

وفي رده على سؤال حول خيارات الرد، قال عراقجي: "لدينا سلسلة من الخيارات على الطاولة، ولن أذكر أكثر من ذلك". (İLKHA)